مرض السكري: القاتل رقم واحد
أكثر من 20% من سكان السعودية مصابون به
المدينة المنورة: أحمد الأنصاري
كشف الدكتور عبد الكريم عبد الله المدير الطبي لمستشفى المدينة المنورة الوطني ورئيس المنتدى الثاني لأمراض القلب والسكري، الذي عقد بالمدينة المنورة أمس الأول، أن مرض السكري هو الأكثر انتشارا وتكلفة في العلاج إذا تم تجاهله وتركه بدون علاج، مفيدا بأن ما يزيد عن 20 في المائة من السكان في السعودية يعانون من السكري. وأضاف أنه إذا تمت إضافة مضاعفاته مثل تلف الأجهزة الحيوية في الجسم كالكلى والقلب والعين وغيرها، فإن مرض السكري يمكن اعتباره المرض القاتل رقم واحد. وأبان د. عبد الله أن الدراسات الحديثة أظهرت أن مرض السكري يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، أي أنه يسهم في الإصابة بأمراض القلب، بل انه يعتبر من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشار إلى أن الدراسات كشفت أن مرضى السكري يندرجون تحت فئة أصحاب المخاطر المرتفعة الذين قد يتعرضون لأمراض القلب الوعائية مبكراً بمدة 15 عاما عن أولئك المرضى الذين لا يعانون منه، وعليه فان من الأهمية بمكان السيطرة على ضغط الدم لدى مرضى السكري. وأوضح أن هناك وعيا متزايدا عن مرض السكري ومضاعفاته لدى قطاع عريض من المواطنين، وينبغي التركيز ليس فقط على التدابير العلاجية وإنما أيضا على الإجراءات الوقائية لتفادي حدوث مثل هذه الأمراض.
وأكد د. عبد الله أن السكري مرض قاتل، لكن الحقيقة هي أن معظم الناس الذين يعانون منه يموتون فعلا بسبب أمراض القلب، أكثر مضاعفات مرض السكري شيوعا، وهي غالبا أكثرها فتكا. وعن سبب ارتفاع السكري والأمراض الثانوية المرتبطة به قال رئيس المنتدى الثاني لأمراض القلب والسكري، «إنه يحدث نتيجة لارتفاع معدلات السمنة المتزايدة لدى السكان والميل نحو نمط معيشة خاملة، خاصة عندما يكون الجو حارا خارج المنزل».
وذكر أن ما زاد الوضع تعقيدا كون مرض السكري من النوع الثاني لا تظهر له أية أعراض أولية، ويوجد العديد ممن يعانون من مرض السكري لا يعرفون أنهم مصابون به. وتوصي التوجيهات الجديدة الصادرة عن جمعية السكري الأميركية ADA والجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري EASD، بأهمية السيطرة الدقيقة على مرض السكري. حيث أشارت ـ وفقا للدكتور عبد الله ـ على إبقاء معدلات السكر A1C في الدم ضمن المستويات القياسية المتفق عليها والتي تؤخر وتمنع حدوث مضاعفات ناتجة عن السكري، ناصحا بأهمية الخضوع لاختبار A1C كل ثلاثة أشهر لمن يعانون من مرض السكري. يشار إلى أن لدى وزارة الصحة برنامجا للتعليم المستمر حول السكري وعوامل الخطر المرتبطة به لتشجيع الأسر على تغيير نمط الحياة الخاص بهم من خلال اتباع الحمية المناسبة وممارسة تمارين رياضية بصفة منتظمة.